الرضاعة للمولودين الجدد بين الماضي و الحاضر



الرضاعة الطبيعية للمواليد الجدد هي عملية تغذية الطفل حديث الولادة بحليب الأم مباشرة من الثدي. وهي الطريقة المُثلى لتغذية الرضع لما لها من فوائد جمة على صحة الطفل والأم على حد سواء. ومع ذلك، فقد شهدت ممارسات الرضاعة الطبيعية تغيرات كبيرة عبر التاريخ، حيث تأثرت بعوامل ثقافية واجتماعية واقتصادية وطبية. في هذا الموضوع، سنتناول موضوع الرضاعة للمولودين الجدد بين الماضي والحاضر، مُسلطين الضوء على أهم التغيرات والتطورات التي طرأت عليها.

الرضاعة الطبيعية في الماضي:

 * الرضاعة الطبيعية كخيار وحيد: في الماضي، وقبل ظهور الحليب الصناعي، كانت الرضاعة الطبيعية هي الخيار الوحيد لإطعام الأطفال. وكانت الأم هي المصدر الوحيد لغذاء طفلها، مما يجعلها تعتمد بشكل كامل على قدرتها على إنتاج الحليب.

 * المرضعات: في بعض المجتمعات، كانت تُستخدم المرضعات لإرضاع أطفال الأمهات اللواتي لا يستطعن الإرضاع لأسباب صحية أو اجتماعية. وكانت المرضعات يحظين بمكانة اجتماعية خاصة، حيث يُعتبرن جزءًا مهمًا من المجتمع.

 * المعتقدات والممارسات الثقافية: 

كانت هناك العديد من المعتقدات والممارسات الثقافية المتعلقة بالرضاعة الطبيعية، بعضها كان صحيحًا ومفيدًا، والبعض الآخر كان خاطئًا وضارًا. على سبيل المثال، كان يُعتقد في بعض الثقافات أن اللبأ (أول حليب يخرج من الثدي بعد الولادة) ضار ويجب التخلص منه، وهو اعتقاد خاطئ تمامًا، حيث أن اللبأ غني بالعناصر الغذائية والأجسام المضادة الضرورية لصحة الطفل.

 * غياب المعرفة العلمية: لم يكن هناك الكثير من المعرفة العلمية حول فوائد الرضاعة الطبيعية وتكوين حليب الأم. وكانت الممارسات تعتمد بشكل كبير على الخبرة والتجارب المتوارثة.

الرضاعة الطبيعية في الحاضر:

 * الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية: ازداد الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها الجمة على صحة الطفل والأم. وأوصت المنظمات الصحية العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، والاستمرار بها بجانب الأغذية التكميلية حتى عمر سنتين أو أكثر.

 * التطورات العلمية: 

ساهمت التطورات العلمية في فهم تكوين حليب الأم وفوائده، وكيفية دعم الرضاعة الطبيعية وحل مشاكلها.

 * دعم الرضاعة الطبيعية: تُبذل جهود كبيرة لدعم الرضاعة الطبيعية على مستوى الأفراد والمجتمعات والمؤسسات الصحية. ويشمل ذلك توفير المعلومات والتثقيف للأمهات، وتوفير الدعم النفسي والعملي لهن، وإنشاء مراكز دعم الرضاعة الطبيعية، وسن القوانين التي تحمي حق الأم في إرضاع طفلها في الأماكن العامة.

 * الحليب الصناعي كبديل: 

يُعتبر الحليب الصناعي بديلًا مقبولًا للرضاعة الطبيعية في بعض الحالات التي يتعذر فيها على الأم الإرضاع، ولكنه لا يُقارن بفوائد حليب الأم الطبيعي.

 * التحديات: على الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه الرضاعة الطبيعية، مثل قلة الدعم الاجتماعي، وضغوط العمل، ونقص المعلومات الصحيحة، والتسويق المكثف للحليب الصناعي.

الخلاصة:

شهدت ممارسات الرضاعة الطبيعية تطورًا كبيرًا عبر التاريخ. فبعد أن كانت الخيار الوحيد في الماضي، أصبحت اليوم خيارًا مدعومًا علميًا وموصى به من قبل المنظمات الصحية العالمية. وعلى الرغم من ظهور الحليب الصناعي كبديل، إلا أن الرضاعة الطبيعية لا تزال الخيار الأمثل لتغذية الرضع لما لها من فوائد عظيمة لا تُحصى. من المهم الاستمرار في دعم الرضاعة الطبيعية وتذليل العقبات التي تواجهها لضمان صحة جيل المستقبل.

بعض النصائح للأمهات الجدد:

 * ابدئي الرضاعة الطبيعية في أقرب وقت ممكن بعد الولادة.

 * استشيري أخصائية الرضاعة الطبيعية للحصول على الدعم والمعلومات اللازمة.

 * ثقي بقدرتك على إرضاع طفلك.

 * لا تترددي في طلب المساعدة إذا واجهت أي مشاكل.